عروسان أحدث ضحايا طرق الموت بالإسكندرية وتساؤلات عن الحل

image

لم يكن العريسان أحمد ونيرة يدركان أن رحلتهما نحو قاعة عرسهما هي الرحلة الأخيرة التي سيبقيان فيها معًا للأبد، ويزفان ليس إلى منزلهما في الدنيا ولكن إلى قبرهما وإلى رحمة الله الواسعة، حيث تعرض العريسان لحادث سيارة على طريق برج العرب، لقيا حتفهما جراء.
«اول مرة في حياتي اشوف زفة حلوا كدا بزف عريس وعروسة للجنة والنبي محدش يستخف بكلامي  دا كان زفة فرح روحنا عشان نوصلهم بيوتهم الجديدة ،والله مكانهم احسن بكتير من المكان اللي احنا فيه دخلوا الجنة بدل المكان اللي كان في الدنيا ربنا يرحمك ياآحمد وتعيش مع عروستك في الجنة بتلك الكلمات رثى إسلامه صديقه العريس    أحمد وزوجته، لينقل تحول زفافهما لمأتمهما نتيجة لطرق الاسكندرية التي أصبحت طرق للموت في كل يوم.
لم تكن حادثة العريسان أحمد ونيرة الأولى، ولن تكون الأخيرة نظرًا لما تعانيه طرق الاسكندرية من تسيب وغياب لرجال المرور حيث وعقب الحادثة بيوم واحد شهدت المحافظة عدد كبير من الحوادث أبرزها انقلاب سيارة بالطريق الصحراوي ، عند الكيلو 171 ، اتجاه الإسكندرية، دائرة غرب النوبارية بالبحيرة  والتي أدت لإصابة 7 من طلاب كلية الشرطة.
كما شهد الطريق خلال الشهر الماضي حوادث مروعة أبرزها الحادثة التي لقي فيها خمسة أشخاص مصرعهم وأصيب آخرون  بينهم 4 مجندين في حادث تصادم بين 3 سيارات بطريق برج العرب اتجاه الإسكندرية حيث اشتعلت إحدى السيارات بركابها
طريق الموت بقلب الاسكندرية
لم تقتصر الحوادث على طريق بعينه بالمحافظة، حيث وصلت الحوادث حتى إلى طرق التنزه الشهيرة عند السكندريين ، وتحديدًا الكورنيش الذي تحول طريقًا للموت.
وتحول الكورنيش لطريق للموت نتيجة لعدة أسباب، أبرزها قلة الانفاق والتباعد الكبير بينها وعلى سبيل المثال لا يوجد بين محطة سيدي بشر حتى نصل لمحطة جليم  أي نفق ، وهي مسافه كبيرة جدا، يصعب علي المشاة أن يمشيها  يضطرهم  لعبور طريق السيارات، بالإضافة للسرعة الجنونية للسيارات وسط غياب شرطة المرور وقلة الاشارات .
وفي السياق ذاته، أرجع الطالب  محمد علي، الطالب بكلية الآداب، كثرة الحوادث لقلة الانفاق قائلًا :”  أنا كطالب بجازف يوميًا بحياتي وبعدي الطريق وسط سرعة جنونية للعربيات، لأني أكيد مش همشي للمنشية من المجمع عشان أركب ومفيش نفق في المسافة دي كلها”.
واتهم سمير محمود ـ موظف ـ مسؤلو المحافظة بإجبار كل مواطن على المجازفة بحياته وحمله كفنه بين يديه كل يوم بسبب طريق الكورنيش مضيفًا :”  المسافة بين كل نفق و النفق الآخر تتراوح بين 2 إلى 3 كيلو متر ،   سوء التخطيط  دا و السرعة الزائدة و قلة الرقابة الأمنية هي السبب في الحوادث الي بنشوفها كل يوم”.
وكشف المستشار سامي مختار، رئيس مجلس إدارة الجمعية المصرية لرعاية ضحايا الطرق وأسرهم، في تصريح له  أنه وطبقا لآخر الإحصائيات فإن 60 قتيلا شهريا يروحون ضحايا حوادث السير بطريق الكورنيش فقط بينما ضعف العدد يتمثل في أعداد المصابين بحالات خطرة في نفس الحوادث.
يذكر أن محافظة الاسكندرية قامت  منذ عدة سنوات بزيادة عرض الطريق و تقسيمه إلى عدد كبير من الحارات المرورية ، بالإضافة لقلة عدد الأنفاق المخصصة لعبور المشاة و التي بلغ عددها 13 نفقا تغطي مسافة تتراوح بين 20 إلى 25 كيلو متر هي طول كورنيش البحر ، مما أتاح الفرصة أمام السيارات لزيادة سرعتها و قلل من فرص العبور الآمن للمشاة  مما ساهم في زيادة حوادث الطرق على طريق الكورنيش.
وفي إطار السعي لحل مشكلة المرور، والحوادث المتكررة في ظل اختفاء الدور الحكومي سعت بعض منظمات المجتمع المدني للوصول لحلول للمشكلة.
حيث أعلن المستشار   سامى مختار ـ  رئيس مجلس إدارة الجمعية المصرية لرعاية ضحايا الطرق وأسرهم ـ عن انطلاق (حملة أنا مسئول وهشارك للسلامة على الطريق) يوم الاثنين المقبل، التى تنظمها الجمعية التي يرأسها.
وقال “مختار” إن مجلس إدارة الجمعية المصرية لرعاية ضحايا الطرق وأسرهم قرر إطلاق حملة للسلامة على الطرق لعام 2015 تحت شعار (أنا مسئول وهشارك للسلامة على الطريق)، وذلك في إطار الحملة المستدامة للحد من حوادث الطرق التي أطلقنها الجمعية منذ عام 2010.
يذكر ان حملة “أنا مسؤول  وهشارك للسلامة على الطريق” هي  حملة مجتمعية إعلامية مستمرة تهدف إلى رفع الوعى بالسلامة على الطرق بغية خفض معدلات حوادث الطرق التى فاقت كل تصور إذ بلغت 14 ألف قتيل و40 ألف مصاب، وأهدرت من الناتج القومى 20 مليار جنيه كل عام.

أضف تعليق